بالرغم من صعوبة حصول السعوديات عل وظائف، إلا أن حال خريجات الأقسام العلمية أفضل من خريجات الأقسام الأدبية، فالأدبي أصبح دليلا على أن الفتاة ستكون كسولة في عملها وقد لا تتقنه أيضا.
عطوف عبد العزيز(خريجة جامعة الملك عبد العزيز أدب انجليزي) أكدت على وجود تفرقة بين العلمي والأدبي وقالت:"إنها قضية معروفة وشائعة جدا في مجتمعنا ويوجد نوع من التحيز لطلاب القسم العلمي حيث يتم تقديرهم والاهتمام بشؤونهم والنظر لهم على أنهم أعلى مكانة وشأنا من طلاب القسم الأدبي".
ورأت أن هذه التفرقة "نابعة من الاعتقاد بأن الأقسام العلمية أهم وأكثر إنتاجا ومنهم يتخرج الأطباء للمستقبل أما الآداب والعلوم الاجتماعية فينظر لها على أنها غير مفيدة وغير مجدية كما أنها غير قابلة للتطبيق ومن هنا يكون الاستهتار بهذا القسم وعلومه وفنونه".
وهناك أيضا فكرة الطلبة والطالبات أنفسهم عن القسم الأدبي فلأنه يحتوي على مواد نظريه يعتبرونه قسم "سهل" يلجأ إليه الطلبة غير المهتمين بالدراسة والعلم، ويتكدسون فيه ويقضون معظم أوقاتهم في اللعب.
وتساءلت عطوف: لا اعلم لماذا هذه التفرقة والأدب هو أساس الفكر وبالتاريخ وعلم الاجتماع نبني الحضارة، أما الشعر والنحو فهما ضروريين لارتقائنا في اللغة والفكر، لاغني عن هذه العلوم في الدراسة ولا في الحياة بها نرتقي للأفضل ونعي ماهية أنفسنا والحياة".
أين الفكر والثقافة؟
العنود عبد العزيز (طالبة جامعية أدب انجليزي، شاعرة) أكدت هي الأخرى على معاناة طالبات الأقسام الأدبية منذ المرحلة الثانوية وقالت:"الاهتمام الكبير بالقسم العلمي وتفضيله بشكل ملحوظ جدا على القسم الأدبي يبدأ من فترة الثانوي علما بأن الأدب هو الفكر والفكر هو السلاح الرائد لبناء العقول أو هدمها و هو الركيزة الأساسية في بناء الأجيال أو إفسادها".
وتتساءل:"الشعر،الرواية،المسرحية، الصحافة والإعلام أين نحن من هذا كله اليوم؟ أين البناء و التطوير؟ أين الاهتمام ؟ أين الفكر و الثقافة؟ نحن نقر بأهمية الأقسام العلمية وحاجة البلاد لها لكن الاهتمام بالجانب الصحي فقط ليس كافي في بناء وتطوير أي جيل من الأجيال..من يدري فكما ظهر شكسبير في الأدب الانجليزي ربما تظهر من عندنا أعمال إبداعية يخلدها التاريخ كما خلد الكثير من الكتاب العظماء".
وطالبت العنود بأكاديميات تهتم بتدريس وتنمية المواهب لدى السعوديات قائلة:"نحتاج إلى من يسمعنا ويهتم بنا. نحتاج إلى توعية المجتمع بأهمية الفن والفكر والصحافة ".
أما سماح فتعتبر أن تفضيل خريجات الأقسام الأدبية يرجع إلى أن "ثقافة المجتمع تفضل بنات العلمي وتضعهن في المقدمة وكأننا عدد زائد في المجتمع كما نواجه مشكلة حصر تخصصات الأدبي وإجبار الطالبات عليها كالتاريخ والجغرافيا والمكتبات".
حقوقهن محفوظة
على الجانب الآخر ترى فتاة سعودية فضلت أن ينشر رأيها تحت اسم "دهن العود" أن" طالبة الأدبي غير مظلومة أبدا بل تجد لها الفرص الكاملة ومجالات العمل المتنوعة في الحقوق والإعلام ".
وكان مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني طرح أكثر من مرة في لقاءاته التي يعقدها في مناطق المملكة سؤال حول المستقبل الوظيفي لخريجات الأقسام الأدبية، لاسيما أن هذا التساؤل يظهر في الوقت الذي تأخذ الأقسام العلمية في الجامعات السعودية الاهتمام إلى جانب أن رواتب خريجيها في القطاع الحكومي والخاص أفضل بكثير من خريجات التخصصات الأدبية.
وأصبحت النسبة الكبرى من خريجات الأدبي عاطلات عن العمل وليس لهم دور في المجتمع وأصبح كثيراً منهن يعملن كمزينات شعر وحارسات أمن وغيرها من المهن التي لا توفر لهن دخلا جيدا.
موضوع: معاناة طالبات الأدبي 
الإثنين سبتمبر 22, 2008 5:38 pm